البومة

البومة

Anxiety : صفحة رقم 2 من يوميات مريض قلق

 لا استطيع التوقف عن التفكير في الأشياء السيئة. الأمور ساءت كثيرًا في الفترة الأخيرة، خاصة بعد عودة الأفكار الانتحارية التي كنت قد تعافيت منها منذ فترة. عادت بقوة، حتى أصبحت أفكر فيها ليلاً ونهارًا وقبل النوم وبمجرد الاستيقاظ. يصف لي طبيبي المعالج دواء أخر لمقاومة تلك الأفكار، الدواء يقاوم لكنني لا استطيع المقاومة.

ثم أشعر بالقلق... 

أبحث عمن أتشارك معه هذه الأفكار، أتشاركها مع شقيقتي فتشعر بالقلق المضاعف، أو مع أمي فتشعر بالألم الشديد،أم مع أصدقائي فيسدون النصائح، أم مع طبيبي فيحاول تقديم الحل الذي لا استطيع تنفيذه.

كل هذا يقودني إلى الشعور بالقلق...

في العمل، تستمر الامور في أن تسوء. أفعل الكثير من الأشياء الجيدة، لكننا متفقون على أن أثر الأشياء السيئة يبقى. أخبرتهم بالفعل أنني أعاني من متلازمة اضطرابات القلق والنتيجة أنني أصبحت تحت الملاحظة الدقيقة توقعًا لتأثير القلق على أدائي المهني واتخاذ قرار بناء على ذلك. أحاول الا يجعلني ذلك أقلق، لكنني، مازلت أشعر بالقلق. 

لا يعلم أحد ما يدور في رأسي، ولو علموا لن يصدقوا. لكل منا مشاكله العامة والخاصة، أما أنا، فمشاكلي تكمن مع شخص واحد فقط، هو شخصي البائس الذي تصالحت مع العالم كله ولا استطيع إبرام اتفاقية سلام معه.

لا يعلم أحدًا أنني ارغب أحياناً في ثقب رأسي بمثقاب كي اتوقف عن التفكير في الأشياء السيئة. أنا بالفعل أشعر بالبؤس، بالكثير منه، ولا استطيع التوقف عن ذلك.

البؤس يقود إلى القلق، فأشعر بالقلق.....

منذ فترة ليست بالقصيرة، أقاوم الشعور بالانهيار لأسباب عديدة، بالأمس ساءت الأمور كثيرًا... ساءت للغاية وعلى أكثر من مستوي، حتي أصبحت لا استطيع مقاومة الشعور بالانهيار. يخبرونني دائمًا عن حجم العمل والالتزامات والمسئوليات، وأخبرهم أنني اقدر ذلك كثيرًا وأحاول التكيف معه، لكن يبدو أن البعض لا يعيش دون تأثير الادرينالين.

بالنسبة لي، الادرينالين يقتلني حرفيًا، يجعلني لا أفكر سوء في الايذاء، لي، فقط! 

هل أتحدث مع من يشعرون بالقلق أو الالم فأشعر أنا بالذنب، لا لن يحدث ذلك وسوف اتجاهل الامور واخبر نفسي أن طل شئ على ما يرام. 

بالأمس لم استطع مقاومة الشعور، فتركت نفسي للانهيار حتى أحصل على مساعدة دوائية/ كيميائية، لكن ليست تأتي الرياح بما تشتهي السفن. استيقطت اليوم لأجد أنني أشعر شعورًا بشعًا بالدوار، لا استطيع رفع رأسي من الوسادة- رغم أنني يجب أن أتوجه إلى العمل اليوم-. 

الدواء الذي تناولته بالأمس يقيد القلق بسلاسل فولاذية، لا يجعلني اشعر بالقلق لكنني عوضًا عنه أشعر بالدوار......

ماذا أفعل؟ 

ثم أشعر بالقلق، وأفكر في اللحظة التي سيمن الله علي بالراحة الأبدية، 

حيث لا أقلق مرة أخري.....





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق