البومة

البومة

ترنيمة عيد الميلاد

النهارده 8 اغسطس، 
يعني عيد ميلاد ميت... 
ده عيد الميلاد رقم 28 لمحمد عادل، وعيد ميلادة التالت اللي بيقضيه في السجن. لو الدنيا مشيت كويس، هيبقي ده اخر عيد ميلاد في طره، انما لو ربنا له ترتيب تاني، هنشوف السنة الجاية هندون عن ايه. 
المفروض اني عامله دياكتيفيشن لفيس بوك من يوم تقريباً، لاني مش عايزة النهارده ييجي، واشوف في التذكير بتاع اعياد الميلاد ان عيد ميلاد محمد النهاردة.
مش عايزة اشوف حد منزل صورة محمد وكاتب جنبها (ربنا يفك سجنك يا صاحبي)، واللي هم اصلاً هيبقوا كام واحد يتعدوا عالصوابع. 
مش عايزة الاقي نفسي مضطرة اني اشوف صور محمد عالتايم لاين، واتعذب وانا بفكر في انه محبوس بقاله 3 سنين بسبب اللاشئ في قضية عبثية، وان محدش افتكره، عن قصد او عن تجاهل علشان مواقفه السياسية، او علي سبيل التوجيب ل 6 ابريل، أو علشان المظلومين كتير فاحنا هنفتكر مين ولا مين! 
مش عايزة الاقي نفسي ابقي مضطرة اكتب كلمتين الناس تقراهم وتنساهم، او يقروهم ويتودودوا زي ما بيعملوا دايماً، او يقروهم ويقولوا يا حرام، ودي اكتر حاجه انا بكرهها في حياتي اللي عمري ما كنت مستنية تعاطف من حد او بطلب من حد حاجه اساساً. 

فيه ناس مش قادرة تستوعب ان من يوم حبس محمد، وانا بحاول جدياً اني انسي مش انه بس محبوس، لأ انسي انه موجود، لأني لو افتكرت انه موجود، ومحبوس، ده معناه قدر بشع من الالم اللي انا مقدرتش استحمله قبل كده، ولسه مش قادرة استحمله.

فيه ناس مش قادرة تستوعب اني مريت بفترة من اسواً فترات حياتي، لو مكنتش الاسوأ علي الاطلاق من ديسمبر 2013، لحد قبل فترة بسيطة جداً لما بدأت اتعافي واشوف الدنيا حوليا بيحصل فيها ايه، بس "ملف محمد" لسه من ملفات " الالم الذي لا يطاق". 
في عالم المصريين اللي ربنا ابتلاني بيهم، وابتلاني بشوية قرروا انهم يشوفوا نفسهم (رواد تغيير) بس هم برضه رواد نميمة وسفالة ومكنش وراهم كلام في الفترة اللي فاتت غير الكلام عن " يعني انتي عملتيله ايه ومش يبتتكلمي عنه ليه"، بغض النظر علي انه تيت امهم جميعاً، الا إن الناس دي وغيرهم كتير قطعاً مكنوش معايا في رحلة التعافي اللي مدعمنيش فيها غير كام بني ادم وبني ادمة نضاف بجد (وهم من بره دايرة رواد تغيير الغبرة اشقاء النظام المصري كتف بكتف)، والكام بني ادم النضيف دول هم اللي كانوا عارفين المحنة اللي انا فيها، ده مع مأساويات تانيه فرعية. 
*******
بالعودة لعيد ميلاد التنين الاعظم،مدير مخابرات سوق التوفيقية، وقائد سلاح السوشيال ميديا والامن الصناعي في المخروبة 6 ابريل اعدائي الطبيعيين، أبو الفصاد صديقي الاثير، احب ادير معاه محاوره افتراضية من طرف واحد، وده مريح ليا طبعاً لان اي حوار مع محمد عادل هتبقي نتيجته اني هقوم اضربه برقبة ازازة: 
صديقي الاثير، ياتري نفسك في ايه في عيد ميلادك ال28؟ 
نفسك تاكل ايه؟ نجيبلك ايه هدية؟ تروح فين؟ تشتغل فين لما تطلع؟
نفسك يبقي ايه مشروع حياتك؟
ايه امنيتك اللي عايز تحققها (وياريت حاجه غير اللي انا عارفاها علشان منتخانقش بدري بدري)؟ 
ياتري لسه واخد موقف من اكل السلطة/ الدايت؟ (#هع #ساره_الشريرة_للغاية).
مش ناوي تعمل ليزك علشان تعرف تشوف طيب؟ 
ايه موقفك من صابون الغسيل المسمي بالغناء الملتزم؟ لسه بتسمع الحاجات المريبة دي ولا ربنا هداك؟ 

عامة، انا بعتذر لك اعتذار كبير يا محمد، ذكرياتك فشلت انها تحسسني باحساس غير الاسي او الحزن، مش قادرة امسك دموعي او اكتم المي كل ما افتكر عيد ميلادك، او أي عيد انت مش معانا فيه. بعترف اني بقيت اتكيف مع الالم، بس يمكن لاني والالم بقينا صحاب بعد فترة مرافقة طويلة! يمكن!!
انا عارفة يا محمد ان الكلام ده بقوله بس لانك محبوس، اكيد لو طلعت هنرجع نتخانق تاني، ونقاطع بعض، بس علي الاقل هبقي متطمنه ان صديقي الاثير معدش هيقعد في الضلمة لوحده، وانه علي الاقل هيكون حر مش محبوس بين اربع جدران صم. 
اتمني يا محمد من كل قلبي اني تبقي دي اخر مرة افتكر عيد ميلادك وازعل، شالله حتي يا سيدي اقرر في عيد ميلادك الجاي اني اعمل لك بلوك (زي ما عملتهالك قبل كده #هع). 

عزيزي محمد،
كل سنة وانت حر 

#ساره_الشريرة في ساعته وتاريخه (4 اغسطس 2016).