البومة

البومة

القليل من الكرامة الانسانية لن يضر



اهداء/ إلي شريف محيي الدين، ومحمود عبد الظاهر....
قامت ثورة يناير العصيبة علشان 3 كلمات: عيش، حرية، عدالة إجتماعية، واحياناً كرامة انسانية، لا العيش اتوفر،ولا القوة انتصرت ولا العدل الشريد، ولا اي زفت من ده.
وعلي مستوي الكرامة الانسانية، احنا حاولنا نحققها، ففشلنا، فاستخسرنا في نفسنا الحياة بكرامة...
*****
اعتقد دي من التدوينات القليلة اللي انا بكتبها خبط لزق كده، بدخل في الموضوع، من غير مقدمات، عن حاجه انا كنت بحاول افك شفرتها بقالي فترة طويلة.
احنا، نسبة كبيرة مننا اللي اتعرضوا لجرعة عالية من الاحداث الثورية، اتعوروا في وشهم، في ارواحهم بعنف. احنا قربنا من الاحداث وشوفنا كل مأسي العالم وفضلنا عايشين، شايفين، جسدياً اصحاء الي حد ما (بغض النظر عن الضغط والسكر والمرارة والربو والقرحة والتهاب المعدة، يا جماعة دي شكليات).
وزي ما احنا عارفين، التعوير في الوش مفيهوش معلش.
احنا بقي اخدنا ال111 دي اللي بتحتار فيها الاطبا، بس ال111 دي اتعورنا فيها من جوانا، فعيشنا كائنات بتستخسر في نفسها الاحساس بالكرامة!
الموضوع صعب يتشرح، صعب اقدر اوصلهولكم، بس يمكن تقدر تلمسه من تعاملك العنيف مع نفسك، مع ذاتك، المشرط اللي انت نازل بيه شلفطة في صورتك في المرايا،
كأنك فشلت في انك تهزم عدوك فقررت تطلع غضبك علي نفسك! يمكن!

***
وعلي رأي عم الحاج، (أنا بقول الكلام ده ليه):
لأني اخدت قرار اني مستخسرش في نفسي الكرامة الانسانية.
بعيداً للغاية عن سلسلة الاحداث المأساوية اللي وصلتني للقرار ده، بعيداً علي اني مش عارفة انا هقدر انفذ القرار ده ولا لأ، بس انا قررت اني مش هستخسر في نفسي الكرامة،
يقول صديقي الخفي: (اننا سحقنا نفسنا، تماهينا مع الجموع، اعتبرنا أي حاجه بتحصل لنا قليلة جداً، فدي للبلد وضريبة للتغيير، فبقينا بنرفض بشكل لا ارادي أي محاولة لإعادة الاعتبار لذواتنا بما فيها الاهتمام بالحاجات الصغيرة الفردية).
الكلام حلو قوي يا معلم، بس التطبيق اخباره ايه؟ ادينا لسه هنستكشف! ورانا حاجه!
بعيداً عن الخلط بين العام والخاص، لو انت معركتك الاكبر هي انك تقهر (سلطة ما) أو انك تهزم قوي الشر، قول لي بالصلاة علي النبي ازاي هتقهر السلطة وانت اصلا مقهور ومنسحق ومستخسر في نفسك الحياة الكريمة.
انها الهدنة، او انها الوقفة التعبوية، أو إنها مرحلة الاعتراف بالهزيمة لحد ما يبقي عندنا خطة احسن نعمل بيها الهجمة المرتدة.
احنا مش محتاجين نقهر ذواتنا، ابسلوتلي، إحنا محتاجين نجيبها نطبطب عليها، ونفهمها اننا عايزين نعيش كويس، علشان كده احنا نفسنا كل الناس تعيش كويس.
طبعاً أول واحده هقول لكم اني موعدكمش بكده، بس اديني هحاول! علي الاقل علشان لما اقرر اعمل في نفسي مصيبة (إحم، تاني..)، ابقي بالجرأة اني اكتب لكم رسالة اقول لكم ابو ام واخت العالم بتاعكم ده، بجد!
(ده بعيداً علي إني مقررة انه كسم العالم، عادي جداً).
يلا، اقعدوا بعافية،
ونلتقي في كوارث قادمة........