البومة

البومة

ويغدو الشوق سراً........لأيقال

اتعودت ان محدش بيسمعني غير مدونتي، اكترىمن اكونت تويتر وفيس بوك والتدوين علي فيس بوك... هنا بتكلم براحتي، بتكلم بصوت عالي وبحس ان فعلاً دي المساحة اللي بتعبر عني.
بقالي وقت نفسي اكتب بس مش قادره، مخنوقة، ماليش نفس.
ببتسم ابتسامات بلاستيك، بواجه الدنيا والمفروض ابان قوية واثقة من نفسي ومش متأُرة باللي حصل،
طيب ازاي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هكتب طيب اقول له ايه؟ اصلي كنت عايزه اكتب له................
هو مش موجود، وانا بفتقده، كل ما يمر وقت احس قديش جزء من ذاتي مفقود مني وضايع، مش لاقيه حد اتكلم معاه ومش عايزة اصلاً اتكلم مع حد، كل ده لانه مش موجود.
طيب، لما ترجع ابقي شوف الكلام ده..
عايزة اعرف انت عامل ايه دلوقتي؟ بتفكر فيا زي ما بفكر فيك؟
مفتقدني زي ما انا مفتقداك؟ 
يا تري فكرت في اني مسألأتش عنك، او اهملتك؟ يا تري زعلان مني، ولا هتبقي عارف انا قد ايه عايشه في مرار؟
فاكر اخر خناقة اتخانقناها؟ تعرف قديش دلوقتي كان نفسي الزمن يرجع وارد عالتليفون اللي كنسلته...
ايه اخبار الضلمة؟ المرة دي مفيش راديو تسمعه.. عامل ايه في البرد، يا تري بتصبر نفسك بالتفكير في البطاطين والدفايات؟
تعرف اني كل ما بدخل تحت البطانية، بحس اني بردانه؟ مش بحس بدفا لما افتكر البلاط والاسفلت والضلمة.
لو كنت موجود في السنة الجديدة، كنت هتتمني ايه؟
تعرف اني عايزة اشتري تليفون جديد، ومش هشتريه غير لما تيجي علشان نختاره سوا؟ متتأخرش بقي، انت عارف اني مش بثق في رأي حد في الحاجات دي غيرك.
هتيجي في معادك، ولا هتتأخر؟ لما هتيجي، هنبقي مستغربين بعض، ولا ما كأنش اللي حصل كان حصل اصلاً، وكأننا كنا قاعدين بنشرب هوت شوكليت اول امبارح.
فاكر لما قولتلك، المفروض اعمل ايه لو انت مشيت او لو حصل حاجه؟ مقولتليش اعمل ايه، علشان كده انا محتاسه دلوقتي!!
ياتري وجودي جنبك كان هيفرق؟ وجودك جنبي دايماً عامل فرق.
النهارده اول يوم في السنة الجديدة، ومش متخيله انك مش موجود ... جنبي، مش هقول لك انت غايب لانك دايماً حاضر حتي لو مش موجود، بس مش متخيله انك................بس بعيد.
فيه كلام كتير مش عارفه احكيه، بس خليه تسمعه مني احسن ما يتكتب.
كل سنة وانت حر............................
كل سنة واحنا بنكمل بعض.
وان شاء الله 2014 تبقي احلي.

ليلة رأس السنة، 2014.

مشاعر مش هتفهمها غير لو كنت بنت

فيه مشاعر معينة مش هتفهمها غير لو كنت واحده ست!! او بنت، 
غالباً لما تكون بنت عايشة في مصر، هتبتدي تفكر في الامور اللي حواليك بشكل مختلف، وتبقي المناسبات عندك مختلفة، 
 يعني مثلاُ، لما تيجي تعمل زي ما كل المصريين بيعملوا وتفكر انك تنزل مسيرة علشان تعبر عن رأيك السياسي بغض النظر عن ماهيته، فانت اول ما هتلاقي الزحمة، اول حاجه هتفكر فيها انك تطلعي ازاي من الزحمه او تقعدي تتلفتي حواليكي، خايفة يتشكل حواليكي دايرة متحرشين يعملوا عليكي حفلة.....

فيه احاسيس معينة مش هتفهمها غير لو كنت بنت وعايشة في مصر،
تمشي بسرعه في الشارع، تعدي الشوارع الضلمة بسرعه، متعديش من جنب عربية في اشاره، لما تركب اتوبيس وتفضلي واقفه تقعدي تتلفتي حواليكي،
عمرك جربت تلبس شنطة كروس وتعلقها ورا ضهرك؟ 
عمرك جربت تقعد علي كرسي في مواصلات وانت كاشش علي نفسك وخايف تخبط في اي حد؟
عمرك جربت شعور ام شايلة النونو بتاعها ورجاله بيخبطوا فيها وبيمدوا ايدهم يحسسوا عليها، وهي مش عارفة تزقهم علشان شايله ابنها بإيد وشنطتها في ايد، ولما تنزل السلم اول حاجه تعملها تقف تعيط ؟
مجربتش!!!!!

المناسبات في مصر، بتختلف: 
العيد في كل مكان فرحة، بس العيد في مصر معناه ان البنت هتفضل محبوسة في البيت، لانها لو نزلت تتفسح او تقضي اي مصلحة في العيد، هيتعمل عليها حفلة، والمصيبة انها كل مرة هتلاقي اللي يقول، هو ايه اللي نزلها او ايه اللي لبسها كده. 
*********************************
 واقع التحرش في مصر بقي مرعب، وحالة التبرير الغير طبيعيه للمتحرشين، او الصهينة علي وقائع التحرش وصلت لمستويات مرعبة، يعني المريضة تحت تأُير المخدر اتعرضت للاغتصاب، والبنت في الميدان وسط الناس اتعرضت لاغتصاب، والغريب ان في كل مرة بتلاقي الناس بتبرر.
تيجي اقول لك حاجه؟ حجم حوادث الاختطاف والاغتصاب اللي بتحصل في القري النائية في محافظات مصر ما وقفتش ولا لاحظة واحده من وقت الانفلات الامني في 2011، بس محدش بيسمع علشان الكل بيصهين، والبوليس مش بيتحرك علشان تقريباً عنده حاجات اهم.
الاسبوع اللي فات، بنت صغيرة في بورسعيد لسه مكملة 5 سنين اتعرضت لمحاولة اغتصاب ، المغتصب معرفش يغتصبها وخاف تفضحه قام رماها في المنور من فوق السطوح، من ارتفاع 11 دور !!!
بس كده، وتوته توته..
عارف ده حصل لزينه ليه؟ 
علشان مفيش حادثة اغتصاب البوليس اهتم بيها،، ولا النيابة اهتمت بيها، ولا القضا حكم فيها حكم رادع،
اصل يا سيدي البلد مش مستحمله، اخوان وعسكر وارهاب والاوضاع الامنية مش مستقرة وسينا بتولع،
تقوم انت تجيلي وتقول لي بنات بيتخطفوا ولا بيتعرضوا لتحرش ولا اغتصاب؟
بلا هبل، ما تلموا بناتكم في بيوتكم وخلونا نعدي اليومين دول علي خير، 
بس للاسف لم البنات في البيوت مجبش نتيجة، اصل الكلاب وصلوا لحد البيت، وحاولوا يعتدوا عليها، ولما فشلوا، قاموا رموها من الدور ال11.
******************************
المرأة نصف المجتمع،
علشان كده بتتحمل ضريبة المجتمع كله، 
عمالين تقرفونا وتقولولنا ان المرأة نص المجتمع ولازم تشارك ولازم تبني المجتمع مع الراجل.
انت عايزني احس بالانتماء؟ ليه؟
اذا كنت انا كمواطن ماليش قيمة، ودمي رخيص، وانا كبنت- ست- طفلة، دمي وعرضي ارخص؟
عايزني اشارك واعيش وابني بلدي ازاي،
وانا معدتش حاسه بالانتماء لبلد ارخص ما فيها مش دمي، لا كمان وعرضي... 
جربت مرة تمشي في الشارع خايف؟
جربت مرة تمشي وسط رجاله وانت مستني اللحظة اللي ايد واحد منهم هتتمد عليك وعمال تحفظ في رد الفعل اللي انت هتاخده وبتتدرب عليه، علشان ساعه ما حد يتحرش بيك ما تلاقيش نفسك اتلجمت؟ 
جربت مرة تجرب تشيل مطواه ولا صاعق كهربا، وتمشي فاتحهم في الشارع الساعه 8 بالليل؟

في يوم التدوين ضد التحرش الجنسي، وازالة المفاهيم الغلط عن التحرش ، 
انا مش عايزة اغير مفاهيم،
انا عديت مرحلة اني عايزة اغير مفاهيم حد واقول له، لو سمحت، كلامك ونظرتك وايدك بيجرحوني، وبيخلوني اكره نفسي واكره الدنيا كلها،
انا عايزة حقي،
عايزة حقي في الحياة، طالما ان المجتمع مش قادر يفهم ان التحرش = قتل للروح.
انت بتقتل ارواح بنات كل يوم، ومش كده وبس، ده انت بدأت تقتل ارواح اطفال مش معنوياً لا كمان ومادياً.
ما تقولهمش يغيروا مفاهيمهم عن التحرش،
قول لهم، لو سمحتم، بطلوا تقتلونا...

ساره فؤاد، 
يوم التدوين عن التحرش الجنسي: 25 نوفمبر 


** روابط ذات صلة بالموضوع:

التفسير السوداوي لجرائم التحرش الاخيرة

خلف خطوط العدو

بمناسبة الذكري السنوية لأحداث محمد محمود، بفكر المرة دي اقف في صف الطرف "الاخر..!!!".
طول عمري بقف في ناحية اللي بينضرب، بعيش احسيسهم، مخاوفهم، مشاعرهم،
مرة نفسي اقف في صف اللي بيضرب، اعرف شعوره..
انا ببقي خايفة، فياتري هو بيبقي خايف؟
انا ببقي مترقبة، فياتري هو كمان بيكون مترقب...
انا بزعل لما حد من صفي بيتصاب، وبصرخ وبعيط، فياتري عدوي بيحس بنفس الاحاسيس؟
هو احنا ليه مبنتعاطفش مع اعدائنا ؟ 
ماهم كمان عندهم مبررات تخليهم يكرهونا؟ 
***************************************************************
بفكر كتير في اني فعلاً بكره اعدائي، بس عمري ما احتقرتهم، وطول عمري بحترمهم، اه والله، وبتضايق قوي لما حد يسفه من اعدائي، اصل عدوي لو تافه يبقي انا اتفه منه لاني بفكر في حربه، قوتك وقوة قضيتك نابع جزء منها من قوة عدوك، فبتحقر منه ليه؟
وكما قال راسبوتين، قوة المرء تقاس بعدد اعدائه، وخليني انا ازود عليه، بقوة اعدائه.....
احياناً ............................
هو انت جربت مرة تبص في عين عدوك، وهو بيحاول يخلص عليك؟
*************************************************************
لما كنت صغيرة- انا اصلاً لسه صغيرة- كان عندي مشكلة فظيعة اني بتكسف قوي اكلم الناس وانا ببص في عينيهم، كان عندي خجل مرضي وعقد نفسية وكدهوة يعني، لما كبرت شوية واخدت تلتميت كورس اتش ار وحاجات من كده، اتعودت لما اكلم حد ابص في عينيه، النظر في العينين من اشارات التواصل القوية،
بس بمرور الوقت، اكتشفت ان العيون بتفضح وبتكشف، وكل اللي بيحاول اي حد يخبيه، بيتكشف من لغة العيون،
ومن ساعتها، وانا بقي عندي هوس اقرأ عيون الناس، علشان اعرف بيخبوا ايه وبيكدبوا في ايه.
محدش يعرف ان ليا اعداء.... بس الاكيد ان محدش كتير يعرف اني كنت ببقي حريصة قوي اني اشوف اعدائي مرأي العين، مش كده وبس، لا ابص في عيونهم كمان، اشوف فيها ايه.
سيبك من كنت بشوف فيها ايه، بس بقيت احب ابص في وشوش وعيون اعدائي.....
يمكن افتكرها وقت المعركة، واعرف انهم برضه بيكرهوني قد ما بكرههم واكتر،
وخايفين مني اضعاف ما بخاف منهم.....
عدوك اللي يخاف منك يبقي خسيس، وغدار وندل، وممكن يضربك في ضهرك،
لكن عدوك اللي مش بيخاف منك، ده اللي ممك تاخد منه معركة -شبه شريفة بتحفظات- وده اللي اقدر اقول لك بكل ثقة، لو قتلته، ابقي اديلة التحية العسكرية وازعل عليه.
********************************************************
لو بصيت في عيون عدوك؟ مش هتقتله؟
هتعرف ان عنده اسبابه اللي تخليه يكرهك؟
هتعرف ان زيه زيك، عنده احلام وطموح ومخاوف؟
لو بصيت في عين عدوك، يا تري هتلاقيه باصص في عينك؟
انا بقول لك، مستحيل، لانه لو بص في عينك مش هيقتلك،
علشان كده انت مش بتبص في عينه، علشان لو بصيت في عينه، مش هتقتله؟
يا تري لو بصيتوا في عينين بعض؟ هتفهموا انكم الاتنين ضحايا؟
مفيش اتنين بيتحاربوا بيبصوا في عينين بعض.
********************************************************
لما تيجي تحارب عدوك، متع نفسك وانت بتشوف الخوف في عينه، 
لانك لو بصيت في عينيه هتلاقيه خايف، 
فلو خلص عدوك عليك، يبقي كفاية عليك انك تعرف انه حتي وهو بيموتك،
كان خايف منك......
*******************************************************
الشئ المؤكد، ان محدش بيبص في عيون الجثث،
طيب ليه؟
خايف تشوف اخر نظرة بأخر فكرة جت في دماغه وهو هيموت،
ومش عايز تفكر في اخر فكرة هتفكر فيها وانت برضه بتموت؟
جرب تبص في عينين الميت،
يمكن عايز يقول لك حاجه.... او حتي عنده امنية اخيرة كان نفسه تحققهاله.
عايز رأيي الشخصي، كل الجثث شكل بعضها، بغض النظر عن القاتل،
وكان عندهم نفس النظرة بنفس الفكرة.
متبصش كتير في عينين الميت، لانك هتلاقيه بيبصلك.
هتقدر تعيش بالنظرة دي؟ اشك!
******************************************************
لو مش قد انك تبص في عينين الحقيقة، اوعي تجرب،
لأنك لو مش قدها، مش هترتاح...


التفسير السوداوي لجرائم التحرش الاخيرة

من فترة طويلة، وانا بفكر في الموضوع ده وعاملي حالة هوس : موضوع العنف الجنسي في مصر، والموضوع يهمني بوصفي - كأنثي- بقيت هدف للعنف الجنسي سواء اللفظي، او بالتحرش او حتي بالإغتصاب.
طيب، من فترة طويلة اصلاً ومصر عندها بعض الاوبئة الثقافية المتعلقة بوضعية الفئات الغير ممكنة empowered وخلوني استعمل المصطلح ده لاسباب هتوضح بعدين، والفئات الغير ممكنة في مصر مش بس الستات علي فكرة، دي بتشمل الستات، الاطفال، عند مستويات معينة المصريين المسيحيين، وعند مستويات تانية المرأة المعيلة ...في الواقع الفئات الغير ممكنة في مصر فئة وساعة جداً، لدرجة اني مبقيتش عارفة مين الفئات الممكنة أصلاً.

من البداية اسمحولي استخدم كمان مصطلح "العنف الجنسي"............
*** التحرش لفظي او باللمس، والاغتصاب: هل هو ظاهرة جديدة؟ يعني اول مرة نشوفها في المظاهرات؟ ولا هي ظاهرة متجددة؟

1- من فترة ليست بالقصيرة، واحنا بنسمع عن حوادث التحرش بالمتظاهرات، في الواقع هي بتتعدي حوادث التحرش وبقيت بتدخل في نطاق الاغتصاب الجماعي، بمعني ان مجموعات تتعدي ال50 شخص بتتلم في شكل دايرة علي بنت ، كل 50 شخص (مثلاُ لان الشهادات بتأكد ان العدد كان اكبر بكتير ) علي بنت واحده بس، وبعد كده تبتدي الحفلة، بداية من اللمس/ التحرش، ولم يتوقف الموضوع عند الانتهاك/ الاغتصاب.!!
خليني افكركم بواقعة اغتصاب الصحفية لارا لوجان يوم جمعة التنحي، 
وده رابط الخبر: 

من فترة برضه مش قصيرة واحنا بنسمع عن حوادث تحرش (فردية)  برضه في المليونيات، يمكن بسبب الزحمة، طيب وماذا عن حوادث التحرش (الفردية) في الاشتباكات، والمقصود بفردية، ان المتحرش فرد واحد بس.!! اول مرة كنت اختبر هذا القرف الصادم في احداث مجلس الوزرا ديسمبر 2011، ان فيه بنات كتير علي خطوط الاشتباكات الاولي قالوا انهم اتعرضوا للتحرش، وان التحرش حصل بسرعه وهم كانوا في حالة صدمة ان المتظاهرين بيشتبكوا، والجيش بيضرب رصاص، وفيه حدا واقف بيتحرش!!!

2- درجة حدة وعنف حوادث التحرش زادت، وخليني افكركم بواقعة التحرش الجماعي اللي اتعرضت لها صحفيتين في 2012: الصحفية البريطانية ناتاشا سميث اللي اتعرضت للحادثة دي يوم اعلان نتيجة انتخابات الرئاسة - لاحظوا ان الميدان كان مليان شباب ثوري طاهر اغلبه من ذوي الاتجاهات الاسلامية انصار مرسي - ، والواقعة التانيه صحفية قناة فرانس 24 سونيا درديري وهي بتغطي احداث احد المليونيات، طبعاً الواقعة كانت علي الهواء مباشرة، قمة القرف والمسخرة!!
لينك الخبر عن    ناتاشا سميث  


4- فيه واقعة تحرش بمسيرة نسائية في ميدان طلعت حرب، المسيرة دي كانت منطلقة للتنديد بحوادث التحرش والاغتصاب اللي زادت حدتها في المجتمع، ماشي... هنا المتحرشين كانوا رايحين يتحرشوا مخصوص بمسيرة لرفض التحرش !! مسخرة!

4- تجلت قمة حدة وشراسة العنف في الواقعة الأليمة اللي حدثت في اثناء اشتباكات محمد محمود 3، واللي كانت الضحيتين فيها ياسمين وهانيا، اللي حكوا وقائع صادمة لأبعد حدود، عن وجود مجموعات قامت بالتحرش بيهم واصطيادهم اثناء القاء قنابل غاز في الميدان، شهادات ياسمين وهانيا ممكن تشوفوها علي موقع نظرة للدراسات النسوية وممكن احطلكم اللينك في اخر التدوينة. 

5- يوم 25 يناير 2013 كان يوم اسود و كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معاني، حوادث تحرش ممنهجة ومنظمة وفي أكثر من مكان، كأن الناس متفقة علي ان ده يحصل، التحرش بمسيرة نسائية في ميدان طلعت حرب، تاني، ده غير الحفلات اللي اتعملت في ميدان التحرير... الجديد هنا ان المتحرشين كان عندهم هدف، اولاً: نزع ثياب المتظاهرات، تقليع هدوم مش لمس وبس، أو الحاق الحد الأٌصي من الأذي بالبنات اللي تم التحرش بيهم، مش بتكلم عن اغتصاب عنيف، لا بتكلم عن انتهاك بألات حادة ووجود اسلحة مع المجموعات المتحرشة، ودي كانت النقطة اللي انطقت منها فكرة ان التحرش في ميدان التحرير هو غالباً "ممنهج وبرعاية النظام السياسي".

طيب ممكن تديني شوية دماغك وعقلك وتطول بالك عليا؟ معلش انا عارفة اني بتكلم كتير: ...................

تعالي نرجع بالظاهرة لبعض حوادث التحرش الشهيرة، زي اغلب وقائع التحرش اللي كانت بتحصل في الاعياد، ومن أهمهم طبعاً واقعة تحرش طلعت حرب الشهيرة جداً لما دينا رقصت بالبنطلون الجينز وقالك اصل الشباب تعبان، والي اخر هذا الهبل.... 
ليه بقول هبل يا سيدي؟ علشان من الواضح أن واقع التحرش الجماعي في مصر ابعد واعمق من كده بكتيييييييييييييير، 
شوف دي كده: قصة حكاها الاستاذ شادي لويس بطرس عن الظهور الاول لحوادث التحرش الجنسي الجماعي ووفي العيد برضه:


شادي لويس بيحكي عن واقعة تحرش ، وفي مدينة نصر، وطبقاً للمكتوب، المجموعات منظمة والفعل بيتضمن بشكل اساسي اهانة معنوية وبدنية للضحية..اللي غالباً بتكون ست، واحياناً بتكون راجل،
ده لينك شهادة شادي علي فيس بوك:

طيب فاكرين حوادث التحرش الجماعي اللي كانت بتحصل وسط تشجيع المنتخب الوطني في ماتشات الكورة؟ متهيألي دي مكنش ليها علاقة لا بالسياسة ولا بالنيلة، صح؟
********
التحليل بقي، علشان الناس اللي اتخنقت من الكلام الكتير:
انت بتتعامل مع جريمة التحرش والاغتصاب في مصر علي انها جريمة "جنس ذو طابع عنيف"، بإعتقادي لأ، هي عنف ذو طابع جنسي، يعني الاجرام مش بالبحث عن جنس او افراغ شهوة جنسية، لا حضرتك، ده افراغ طاقة عنف وتدمير، وبتاخد طابع جنسي او منحي جنسي، لأسباب كتير من ابسطها علي الاطلاق ان الجنس عندنا تابو...موضوع محرم، محدش بيتكلم فيه انبابلك، بس كلنا بنلمح بيه، في المدرسة المدرسين بتوع العلوم مش بيشرحوه ، بيسيبوا العيال لخيالهم، او لكتب بير السلم، او للانترنت مؤخراً... بقي الاخر دايماً ذو طابع جنسي، الخيال دايماً متوجه ليه لانه قدس الاقداس اللي محدش بيجيب سيرته، لا في الصحيان ولا في النوم.
غير كده، التراث الثقافي اللي احنا بنتعامل بيه وعايشين فيه تراث يعرف فكرة القهر الجنسي للاخر، او للفئة اللي بتتهزم او قهر جنسي علي سبيل كسر العدو.... نظرية اغتصاب حريم العدو المنهزم واحياناً اغتصاب رجاله.
يعني انا بغتصبك علشان اكسرك/ اثبت اني انتصرت عليك/ او اعلم عليك، بالبلدي..... دي يا سيدي الخلفية الثقافية اللي عندك، ودي اللي بتبرر الشتيمة بشرف الام، والشتائم المخلة بالشرف.
انقل علي مستوي معين في التعامل، مستوي القهر والجهل والاحباط ومعاداة المجتمع: بما اننا مجتمع كاره نفسه ومعقد زي ما حضراتكم عارفين وشايفين، فالطبيعي للغاية إن منافذ تفريغ شحنات الكراهية والاحباط والقهر بتبقي علي الفئات الاقل حظ في التمكين، او الفئات الغلبانة... عيال صغيرة/ ناس ضعيفة/ او ستات، فانت بتتعامل مع المجموعات المعادية للمجتمع، واللي بتدور علي منفذ لكسر تقاليد وقيود ونظم المجتمع اللي قاهرها، فبتطلع كبتها وقهرها في صورة عنف "ذو طابع جنسي" علي الستات اللي بيكونوا غالباً من طبقة أعلي...يعني البنات اللي بيروحوا يتفرجوا علي ماتشات الكورة، او اللي بيتفسحوا في اماكن رأسمالية زي المولات

مركز معايا، اقف عن الحتة دي واوعي تسيبها....ركز كويس....كويس قوي...
تغيير وجهة العنف الجنسي والتحكم في عصابات التحرش: 
المعطيات: فئات مهمشة ذات نزعات عنيفة، انفلات امني عنيف، ونظام سياسي زهق من المعارضة.
المطلوب: تفسير اشكالية التحرش الجماعي بالمتظاهرات/ او المشاركات في فاعليات التظاهرات.
البرهان:
البرهان بكل بساطة: انت مش محتاج اكتر من التحريض مع القليل من الاندساس!!!
قول يا سيدي ان المتظاهرات اللي بينزلوا الميدان شرا.....يط، وهتلاقي الف من يعمل الواجب معاهم.
الخطاب الاجتماعي في مصر اصلاً بيتعامل مع ضحية التحرش او الاغتصاب علي اساس ان هي المسئولة عن اللي حصل لها، فما بالك لو ان الضحية دي بالذات هي من المعسكر المضاد/ المقابل؟ دي تبقي احسن فرصه ليك علشان تطبق منطق : 
fuck the enemy ولامؤاخذة في الكلمة !
المتحرشين الجماعيين، الخارجين من سيطرة الرقابة الاجتماعية موجودين، والنظام كل اللي بيعمله انه بيستغلهم،
مش بيخلقهم!!!
كل اللي بيعمله النظام السياسي انه بيوجه نظر المجموعات دي، إما من خلال دائرة معارف ومصالح مع بلطجية العالم السفلي اللي هم اصلاً من رواد التحرش الجماعي، يعني ينكزهم بفلوس او حشيش او ترامادول، وهو هنا بيتعامل مع المتحرش والمغتصب اللي عمل كده وبيعمله بالفعل....
او: انه بيحرض ضد المتظاهرات في الميديا بتاعته، لما يقول: المتظاهرين اللي موقفين عجلة التنمية هم اللي بينزلوا ستاتهم لاماكن عارفين ان فيها تحرش، علشان هم شرا..يط وبيحبوا التحرش، وفي الاخر يرجعوا يعيطوا، وهنا الميديا بتخاطب الكثير والكثير من الاشخاص اللي جواهم مغتصب مستني بس الفرصة والشرعية للظهور، فبيقوم ياخد فرصته بشكل شرعي من وجهة نظرة مع البنات اللي نازلين "علشان يتعمل فيهم كده" .

انا مش بخاف من اللي النظام مأجرهم،
بس بترعب من اللي جواه مغتصب ومستني الفرصة، ومفيش رادع.!!! وهو ده المشكلة الحقيقية، لان في اقرب فرصة هتلاقي الاف المتحرشين، مش بيخافوا، وبيحركهم طاقة سخط وغضب وكبت عالية، وفي نفس الوقت مش هيفرق ، ولا هيترفق...
النظام وبلطجيته، ممكن بيلعب دور التوجيه، بس من غير نظام ولا بلطجية انت عندي بلاوي بما فيه الكفاية، والبلاوي دي ممكن تمارس العنف ذو الطابع الجنسي.
القاء النشطاء المسئولية كاملة علي عاتق النظام السياسي، بأنه المسئول المباشر انه بيجيب البلطجية وبيدفعلهم، من وجهة نظري مع احترامي للجميع هو تفسير ميتافيزيقي، زي ما بترمي كل ظاهرة انت مش فاهمها علي الطبيعة، او علي الارواح الشريرة زي ما كان الناس زمان بيعملوا، ده بدل ما تتعب دماغك بوجود احتمالات تانية تفكر فيها.
النظام السياسي مسئول، بشكل مادي او أدبي، وبكررها تاني ومش بنكرها،
لكن حقيقة الامر ان فيه تحت الارض وورا الكواليس اللي موجود خارج سيطرة النظام السياسي الضعيف اصلاً، وانا بقول لك وعلي مسئوليتي، لو مفيش نظام هيحرض، برضه حوادث العنف الجنسي هتفضل مستمرة وموجودة لأن منبعها موجود.
النظام بيحرض ضد المتظاهرات، وبيسيب الباقي علي ملوك العالم السفلي والساكنين في الجحور،
النظام مسئول عن خلق الاف المحبطين والابقاء علي حالة احباطهم،
النظام مسئول لانه بيسفه من قيمة المرأة وبيحقر منها،
النظام بيدفع...بيزق...بيستغل وضع موجود، مش بيخلق وضع جديد
والنظام كمان مسئول انه بيحرك البلطجية في وقائع كتير، أحداث طلعت حرب 1، 2، احداث محمد محمود ، بجانب التحريض المستمر ضد المتظاهرات، 
بس مشكلتي الحقيقية ان لو النظام غار في داهية، حوادث التحرش الجماعي العنيفة برضه هتفضل مستمرة.
وبالمناسبة، اي عنف تجاه المتحرشين هيخلق عنف اكتر منهم، يعني خلي بالك، انا وغيري هنضرب ونعور ونكهرب، بس هم كمان هيبقوا عنيفين اكتر.
عايز الحل: يمكن في تدوينة جايه...

روابط مهمه:
1- شهادة كل من ياسمين ، وهانيا (العظيمات اللي قدروا يسكروا حاجز الصمت)، من برنامج النهار:


2- التحرش بالمسيرة النسائية في ميدان طلعت حرب يوم 25 يناير: 

3- بعض ردود الافعال علي حادث التحرش الجماعي الاول: موقعة طلعت حرب 2006
مصر "غاضبة" من حادثة التحرش الجنسي الجماعي بحق فتيات

4- من موقع مؤسسة المرأة الجديدة: 
ثماني شهادات عن الاعتداء الجنسي بالميادين

5-  قمة الابداع، مع لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشوري، تحريض صريح وشرعية مباشرة للاغتصاب بالمتظاهرات في محيط التحرير:
«حقوق الإنسان بالشورى»: الفتاة المشاركة في المظاهرات «تُسهم في اغتصابها 100%»
6- وأخيراً: رأي شخصي انا شخصياً بدعمه 
من احمد البحار:

لأجلهم نحيا..... ولأجلهم ندون احياناً

24 يناير 2013:
مش دايماً لما بتخطط تكتب بتنجح، ومش دايماً لما بتخطط تحتفل، برضه الاحتفالية بتنجح..
التلقائيات افضل بكتير، حتي الثورات التلقائية ليها طعم مختلف.
تفتكر اول مرة، لبست يونيفورم المدرسة الابتدائي، ولا المدرسة الاعدادي (لو بنت طبعاً)... اول مرة!
اول مرة جربت اكلة جديدة وعجبتك، اول مرة شوفت فيلم وحبيته؟
اول مرة جربت تحب ؟ 
اول مرة نزلت عملت ثورة؟ 
ما علينا، مش هطول عليكم في الرومانسيات، علشان انا كمان مودي العالي ميلحقش ينزل.
النهارده في الذكري التانية لإحياء ثورة يناير... التي يقال لها مجيدة مع اني كنت فاكراها فريدة، وغيري بيحاول يسميها تفيده او فتحية.! في ذكري هذه الثورة اللي سميها زي ما تسميها، كل حاجه رجعت لنقطة الصفر!
مش عاجبك؟ طيب ومين قالك تعدي من جنب البومه؟ 
في مثل هذا اليوم من سنتين تقريباً، كنا عايشين في نفس الظروف، بس مكنش وقع مننا فوق الالف وردة...شباب زي الورد، لما تشوف صورهم تسأل نفسك، ليه هم ماتوا وانا فضلت عايش؟ 
علشان اشوف صوركم واتعذب بيها؟
شهدا الثورة هم الحاجه الوحيدة اللي مخليانا نكمل الثورة، لا مصر البهية ولا مصر القوية حتي، مشيوا جنبك صف بصف، انقذوك مرة، او ملحقتش انت تنقذهم مرة... بس انت عايز تاخد حقهم، حق الجندي اللي قاتل جنبك في المعركة، هو استشهد وانت اتكتب عليك تدخل معركة تانيه.
اللي بيقاتلوا في الحروب عارفين معني شرف السلاح والدفعة والحاجات دي، مش دايماً علي فكرة بيكون الوطن هو الغاية، احياناً بتكون فيه غايات اسمي.
طيب:
حق الشهداء ليس قميص عثمان كلمة حق يراد بها باطل، حق الشهداء هو الدافع الوحيد وراء استمرار سياسة ضرب الرأس بالجدار، ومصارعة الشلالات التي يقوم الثوار بها في كل ما يخوضونه من معارك.

هنكمل ثورة، لحد ما نجيب حقهم،

وهنفضل نكتب لحد ما نجيب حقهم...
اقول لكم اعتراف؟ انا كل ما بشوف صور حد من شهدا 25 تحديداً، بحس بذنب فظيع!! خصوصاً احمد بسيوني، وزياد بكير!
الاتنين كانوا فنانين، واحد مصور والتاني فنان جرافيك في الاوبرا، انا بحب الفن، وجربته شوية، وعارفه كويس احساس الفنان لما يعمل ثورة.
الاول داست عليه مدرعة بعد ما اتقنص من قناص وسخ،
والتاني فضل في المشرحة واتعرفوا علي جثته بعد ما الثورة خلصت..
وانا وغيري لسه عايشين بالذنب!!
مش بسيوني وزياد لوحدهم، غيرهم يا سيدي متعدش من ماسبيرو لمحمد محمود لبورسعيد، للعباسية، للإتحادية.... كتير.
حق الشهدا... وبس،
حقهم، نقطة ومن اول السطر!
تقول بقي ذنب، تقول قسم سلاح، قول اللي انت عايزه،
بس الحقيقة الوحيده الاكيدة في 25 يناير 2013، ان فيه واحد مات وحقه لسه ماجاش،
حقه كان حلم، والحلم ده لازم يتحقق، بغض النظر انا مؤمن بالحلم ده ولا لأ، او لسه مؤمن بيه ولا لأ، لانه كان حلمي انا كمان، ولا نسيتوا؟
انت حلمي يا شهيد، انت الحاجه الوحيدة اللي مخلياني مكمل...
صور بسيوني وكريم بنونه، واسلام، وزياد وسالي،
صور كريم خزام وهيكتور وحونيور، وجيكا وحسيني،
صورة الشهيد المجهول!!
يناير 2013: اهداء للشهداء، يا من لأجلهم نحيا،
ولمن لأجلهم مازلنا نحلم،
ولأجلهم، نمسك الاقلام لنكتب...
طوبي لكم