البومة

البومة

وللرجال الحمقى، خمسون ظلًا

 التدوينة دي، هكتبها دلوقتي، وهبقي أندم عليها بعدين....

***

زي أي يوم شغل تقيل، حرفيًا أربعاء بطعم التلات، خلصت الشغل وروحت من الشغل للبيت مرورًا بنص الكرة الأرضية، وقعدت في الطريق بتاع ساعتين ونص، ووصلت البيت هلكانة وخلصانة وكارهه الموجودات والعالم والحياة، وبفكر أعمل حاجه أنكد على نفسي بيها.

طبعًا الاذكيا بيقولوا إن الأيام الخرا فايدتها النوم، بس أنا شايفة إن الأيام الخرا لازم تخلص بجرعة خرا مضاعفة.

ولما كنت مش في مزاج رايق لأني اتفرج على شيرلوك أو أحمل لوكي، أو أقرأ عن الخريطة البرجية، ففكرت في نشاط يتضمن رثاء الذات، وإني أخلص اليوم وأنا حرفيًا كارهة العالم أكتر ما أنا بكرهه، علشان ادخل انام، اصحي تاني يوم بحمد ربنا إن امبارح خلص.

وبما أن الأنشطة النكدية محدودة، سألت نفسي، طب ليه متفرجش على فيلم ينكد عليا، ويحققلي نهاية سودا لليوم، ويخليني اقفل اليوم وانا بقول: كلكم مصطفى أبو حجر؟

خمسون ظلًا من البنفسجي الصايص:

من وقت صدور الفيلم/ الرواية دول، والضجة اللي حواليهم، وأنا واخدة موقف عنيف جدًا من الفيلم من منطلق نسوي بحت! الفيلم بيتم الترويج ليه على إنه نسخة جديدة وعصرية من الأميرة والوحش (اللي هنبقي نتكلم عليهم بعدين)، اللي فيها الراجل السادي/ المسيطر، بيحب بنت هادية لطيفة جميلة ويستغل براءتها علشان يمارس عليها ساديته. الفيلم وقت إصداره لاقى انتقادات كبيرة جدًا من المنطلق ده، الراجل اللي بيطارد البنت بثراءه ونفوذة وطياراته وعربياته علشان يسحبها للعالم المظلم بتاعه ويقنعها بممارسة السادية عليها!

طيب، أنا ليه واخدة موقف من الفيلم/ الرواية؟

علشان أنا واحدة عضو نشط في جمعية المرأة المتوحشة، وشايفة إن مش من حق حد يمشي كلامه على حد، بالبلدي كده، مفيش حد هيتكبرج هنا، مش من حق حد يئذي حد ولو على سبيل اللعب، أو الاتفاق حتى، وكنت بشوف دايمًا انستازيا ستيل بنت من الشلة بتاعى البنات صحابي وشايفة اني لازم انصحها وأوعيها متقبلش حاجه زي كده من الواطي اللي اسمه كريستيان.

 (اوكي يا جماعة، أنا كبرت وعقلت وقررت إني متدخلش في اختيارات الاخرين العاقلين الراشدين، اللي عاوز يتكربج هو حر، اللي عاوز يتهبب هو حر، وأنا مش هاخد قرارات للناس، أنا قاعدة في مقعدي القانط، اللي عاوز نصيحة أو مساندة يتفضل يشرفني، ويمكن دي حاجة خلتني اتسامح مع فكرة الفيلم واقدر اشوفه).

المرحلة العاقلة الراشدة اللي انا وصلتلها دي عامة حصلت نتيجة إني بشوف بنات في علاقات مؤذية من الطراز الأول، بيتفشخوا ويتضربوا بالجزمة ومكملين، ولما تيجي توعيهم تلاقيهم يقولولك اصلك بتغيري وحقودة وابصر ايه! طيب يا جماعة، اختارو واتفشخوا ولو محتاجينني وانا فاضية هبقي اجي اتخانق معاكم.

القصد....

الراجل الغامض بسلامته

من اللحظة الأولى لظهور الأخ كريستيان جراي، وأنا في دماغي كلمة واحدة بس: Hollow!

كريستيان جراي فاضي تمامًا من جوه، وبيعمل كل حاجه علشان يتدعى انه مسيطر 👽

وطبعًا يا حبايبي انتو عارفين إن السيطرة دي ايه؟ ايون، بالضبط، السيطرة دي وهم في دماغ اللي بيحاول يطبقها، وبالتالي، السيد كريستيان جراي هو شخص غارق حتى النخاع في أوهامه 😎

من أول لحظة وكريستيان بيحاول يبين إنه خبره، عميق، غامض، زير نساء ومقطع السمكة وديلها، من أول ربع ساعة مع انستازيا وهو ده ملخص حياة الراجل الغامض بسلامته! العلاقة بعقد، وعقد تاني لو هتعيشي معايا، اللي هو: مالك يا حبيبي؟ مالك!

طيب،

إحنا متفقين على إني نسوية معقدة ومجنونة، وبكره الرجالة عامة والستات دائمًا وبكره العالم والحياة، بس كترة التعامل مع ذكور معقدين (وستات معقدة برضة) خليتني أبص لما هو أبعد من الهالة اللي البني أدم بيرسمها حوالين نفسه.

انستازيا ستيل، الملاك البرئ أبو قلب طيب قوي، مش انثي ضعيفة يتم استغلالها زي ما النقاد كانو بيروجوا، ابسلوتلي، انستازيا كان عندها قوة نابعة من كونها ضعيفة! رغم انها خام بمواصفات مجتمع منفتح عالعلاقات زي المجتمع الأمريكي، الا انها رفضت وعدلت في شروط العقد ونفضت لكريستيان مرة واتنين وفي الاخر (اخر الجزء الأول يعني) سابته ومشيت لما معجبهاش الشروط، رغم انه كان متعلق بيها ومش قادر يستغنى عنها.

الراجل الغامض بسلامته أبو خمسين ظل طلع في الاخر راجل ضعيف بيقول لها خليكي جنبي علشان اتغير، والرواية السيكسي الواو اللي حطمت البوكس اوفيس في عالم الروايات، اللي غلبت مبيعاتها مبيعات هاري بوتر -ياللعار- اخرها بتتكلم عن قصة راجل عامل نفسه جامد بس هو من جواه مخوخ، وعنده أمل في إن ست تيجي تزبطه!

كريستيان هش جدًا، هش بشكل مرعب، هش لدرجة انه خايف أي حد يناقشه في مبرراته علشان ميتكشفش قدام نفسه، انه Hollow، وعنده تشايلدهود ايشوز، وبدل ما يحترم نفسه ويروح يتعالج عامل لنفسه اوضه لعب وبيخوف بيها البنات!

اهو كريستيان ده من الأول كان عاوز تبصله من تحت النضارة، وتقول له: اهدي على نفسك يا حبيبي، وفكك من الجو ده، وسيبك من حوار السيطرة ده لان السيطرة، أصلًا، وهم.

احيه!

اهذا هو الفيلم اللي البنات في لبنان عملوا مظاهرات قدام السينما علشان مقاطعة الفيلم! اهذا هو الفيلم اللي كانت سيرته منرفزاني! النبي ميصحش كده!!!

وحقيقي، لما انتبهت للحقيقة دي، بقيت اشوف كل تصرفات كريستيان بشكل كوميدي جدًا، مقابل تصرفات انستازيا اللي في حالتها الضعيفة، عارفة تولع قلب العبيط وتحسسه انه مش عارف يمسك العصفورة في ايده!

الفيلم طبعًا +18، لا يصلح للمشاهدة العائلية خالص، يمكن التحفظ الوحيد على فكرة المشاهد السادية، وده اللي استهلك جزء من الفيلم وده اللي كان سبب الانتقاد غالبًا، بس مازلت شايفة (لعبة العروش) مثلاً أسوأ وصادم أكتر! ما علينا.

المهم يا جماعة، توته توته، خلصت الحدوته، واهلًا بالاخ كريستيان جراي منور في قايمة الرجالة الحمقى معانا اللي عاملين لنفسهم قصة عالفاضي.

نلتقى في الحلقة القادمة، مع راجل أحمق أخر، نطلعه عالمسرح ونعرف حكاية أمه ايه.