البومة

البومة

الناشطون للنشاطات،والذكوريون للنسويات: بارت زيرو


البومة.... عدوة النسوية


لسه حالاً قاعدة مخلصة أكل بقلاوة بالشاي، وحاسة إني في أقصي حالات السعادة وانا بكسر الدايت بتاعي بشاكوش. حالة الانحراف الغذائي دي بعوض بيها احباطي وحزني وقرفي من المجال العام، بسبب ظهور بعد الحوادث المؤسفة – أو الوسخة، متفرقش- مؤخراً، الحاجه اللي قلبت عليا مواجع ال7 سنين العجاف اللي فاتو.

 وبعد حالة السعادة المبالغ فيها دي، قعدت أفكر: مين لسه فاضل عالساحة المش نضيفة دي؟ إذا كان كل القوي السياسية الحمد لله اتختمت علي قفاها، أغلب أنصار الثورة مبقوش يشوفوا مشكلة في الإعتراف بالهزيمة، الاسلاميين برضه أخدوا مجموعة من الهزايم المنكرة علي دماغهم! الفاشست فاشست، لا عاجبين حد ولا حد عاجبهم، مفيش لا ليبراليين ولا علمانيين بشكل مستقل عن الثوريين – أو الفاشست- علشان نفرد لهم سطر خاص، طيب كده يبقي فاضل مين يا ولاد من التيارات السياسية والفكرية مشربش من كاس الهزيمة المنكرة اللي بتجبره علي إنه يراجع قواعده الفكرية واسلوبه في العم
 

     النسوية: دراسة حالة


لو هتاخد الحركة النسوية في مصر ضمن الحركة السياسية أو الإجتماعية، النتيجة مش هتبقي في صالحها أبداً، لأن لا المجال السياسي سمح وكلنا شايفين اللي بيتعمل فينا حضرتك من أيام نهضة مصر الحديثة، ولا فيه مخزون ثقافة مدنية يسمح بنشأة حركة نسوية او سياسية أو حتي أدبية منظمة.

بس لو هنتكلم علي حالة الحركة النسوية بشكل محدد أكتر، ففيه كلام كتير ممكن يتقال.

كطالبة علوم سياسية سابقة، ايدي بتاكلني عالإطار النظري طبعاً   😁وتعريف النسوية ونشأتها والخ، بس بما إن ده مش مقال اكاديمي، دي فضفضة ناس بتتغدي مع بعض، خلينا نحاول نكون مبسطين بشكل مش مخل.

تخيل إن النسوية هي نظرية متكاملة لرؤية العالم والواقع وموازين القوي والعلاقات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية. النسوية هي مجموعة نظريات وقيم بتكون نسق كامل بيتحرك بدوافع متعلقة بقضايا المرأة. اتخيل معايا كده ان النسوية  زيها زي الماركسية او الليبرالية، نظرية بتتيح لمعتنقيها انهم يشوفوا العالم من خلالها. وإن كانت النسوية ممكن تكون قايمة بنفسها، إلا إنها زيها زي أي اتجاه او مدرسة فكرية ممكن تعملها ميكس مع مدارس تانية زي الليبرالية (نسوية ليبرالية)، الماركسية (النسوية الماركسية)، وحتي الإسلامية (النسوية ولامؤاخذة الإسلامية). لو انت من اللي بيدرسوا نظريات، إحتمال تتكعبل في إسهام المدرسة النسوية في المجال اللي انت بتدرسه خصوصاً لو أدب أو نقد أو علوم سياسية, لأن النسوية ليها أفكار في الأدب والعلوم الإجتماعية والعلوم التطبيقية والسياسة، طبعاً ما زيها زي الواقعية والليبرالية والمثالية .. الخ زي ما قولنا فوق.

لو عاوز تقرأ كبسولة خفيفة عن النسوية، المقال اللي عليها علي ويكيبيديا مش وحش، وممكن تشوفه علي الرابط ده ...

شوفت بقي إن الموضوع كبير   😈 فمتاخدوش علي قلبك قوي وتدخل بيه خناقات.

طيب، إيه المشكلة بقي يا سيدي عندنا؟

والله انا احترت تحديداً امسك المشكلة من انهو ناحية، لأن زي ما موضوع النسوية/ الفيمينزم كبير، فالمشكلة عندنا حضرتك متعددة الأبعاد والأشكال. كونك مصري، فانت عندك مشكلة في الرجالة (اللي ضد النسوية)، والستات (اللي مع النسوية)، والثقافة السياسية (اللي ضد الانسان)، والنظام السياسي وسمعنا احلي ضرب نار في المنطقااااااااااااااااااااااة (إحم) 🙈
طيب سيبك من الأبعاد والأشكال، خليني أقول لك ايه مشكلتي انا – كبومة يعني!

بص يا سيدي، أنا عندي مشكلة كبيرة مع الفكر النسوي رغم إن الافتراضات بتاعته بتعجبي جداً وبحب كتير في شغلي استعين بيها.

اتخيل إنت لما يبقي قدامك حد، بيتحكم في مصادر القوة، ويستحوذ علي مصادر الثروة، عنده مطلق السيطرة علي قواعد اللعبة وبيحطها علي مزاجه، نقوم احنا بقي علشان نتمرد، نقوم نلم بعضشينا ونروح عاملين له حركة مضادة!! ونحاربه، بالقواعد اللي هو حاططها! ما هذا الهراء بحق السماء!!

يعني علشان احاربك، اقوم أروحلك في أرضك علشان ألاعبك بقواعدك اللي انت حاططها، مع فارق القوة الكبير ما بيننا؟ الرجالة معاهم القوة الجسدية- القوة الإقتصادية- القوة السياسية والمعنوية، وأنا رايحة بطولي بنظرياتي بقضيتي أحاربه بقواعده!

طيب ما اخترع أنا قواعدي اللي أحاربه بيها؟ ساعتها هو هيبقي محتار ومش فاهم قواعد اللعبة ماشية ازاي، وعلشان يخلي العجلة تمشي، هيضطر الراجل هو اللي يطلب التفاوض!

بس ليه؟ لازم كست أمشي حاطه يافطة علي وشي وأقول، أنا ست وهفشخكم يا رجاله! يا شيخة اتنيلي.

طيب مين قال ان الحركة النسوية مش بتعمل كده فعلاً؟

لما الحركة النسوية خدت قدر كبير من الثقة والثبات والإستقرار، وكمان حققت مكاسب واسعة، بدأت تبعد عن الأساليب الصدامية، وإندمجت أكتر في قواعد اللعبة بعد ما عرفت تعدل من شروطها. مشاركة الست في النشاط السياسي والإقتصادي مبقتش محل نقاش، بقيت by default ، أخيراً!

هل النهاية وردية والبطل والبطلة هيتجوزوا في أخر الفيلم؟ للأسف لأ، لأن الرأسمالية المتوحشة الوحشة بتحب تبيع علشان تكسب، ولما كانت الستات لأسباب كتير مازالت هي المنتج الأكثر رواجاً، فالستات لسه بيتعرضوا للإستغلال، ويمكن أكتر اشكال الإستغلال ده فجاجة هي الاستغلال الجنسي. مكنتش هوليوود لحد النهاردة منتجينها – غير انهم بيتحرشوا بالممثلات- لأ بيحبوا يطلعوهم عريانين وفي مشاهد حميمية علشان الفيلم يبيع أكتر والناس تحب تتفرج عليه ولو من باب التعلق العاطفي.

طبعاً احنا ممكن نجادل في فكرة إن الرأسمالية حولت الإنسان لسلعة، والرجالة كمان بيتعرضوا للإستغلال، بس منقدرش ننكر إن الستات وبالارقام بيتعرضوا أكتر للاستغلال (بكل بساطة ممكن نشوف صورة الرجالة في السينما مقابل صورة الستات، البطولة- النمط السائد- القصة- وجهة نظر الفيلم بتشوفها انت من الراجل ولا الست)؟

ممتعة النسوية في الأدب والفن والسينما، هتتفشخوا يا رجالة   😈

طيب لحد كده، ممكن حد يسألني، طيب وانتي يا ساره إيه مشكلتك في الكلام ده كله، وليه علي طول قافشة عليهم؟ أقول لكم، إن السبب – اهئ- وراء المهزلة دي، طبعاً هي الحالة المصرية.

الحالة المصرية اللي غالباً هتبقي شفيع للمصريين يوم القيامة، ودي هنخليها للجزء الأول من التدوينة.

الله، مال كل ده كان إيه؟

ده كان الجزء صفر يا خفيف

#مع_البومة

#لازم_تغمض_عنيك