البومة

البومة

صفحة من مذكرات فتاة تبدو مسيحية في مصر

تنويه: 
بغض النظر انه بقالي شهر بحاول اكتب تدوينة منحوسة عن اتفاقية السيداو والدنيا مش نافعة، وبسبب الاحداث الاخيرة اللي حصلت، اشارك معاكم تدوينة كتبتها واحتفظت بيها لنفسي بعد أحداث الكتدرائية في ديسمبر 2016. التدوينة دي كتبتها رداً علي الكلام بتاع (عنصري الامة، التطرف بييجي منين).
هذه التدوينة لا تهدف سوي إلي تسليط الضوء علي مشكلة تقبل الأخر في مصر، وإن التطرف له جذور حية جوا كل واحد فينا، وأي محاول لفهم التدوينة دي بشكل غير سوي، يبقي طظ فيك من أول سطر ....
وقد أعذر من انذر 

***************************************************

ساره أحمد فؤاد، فتاة مصرية مسلمة لا ترتدي الحجاب، تحرص علي جعل شعرها الكستنائي قصيراً (غالباً علي سبيل الاستسهال).
ساره فتاه مسلمة لا تعاني من الاسلاموفوبيا (فيه مسلمين حضرتك عندهم اسلاموفوبيا برضه) وتحيي الناس ب (السلام عليكم)... الخ.
ساره يتم التعامل معها علي أنها مسيحية بسبب عدم حجابها وشعرها القصير، واينما ذهبت، تسمع العبارة ذاتها تتردد من وراءها (دي مسيحية، مع نغمة احتقار لا بأس بها).

ما تيجي نشوف:
-         بنزل المدينة الدلتاوية بتاعتي، بوقف تاكسي، بركب التاكسي وبقول سلامو عليكم، الاقي سواق التاكسي مردش او رد بكل احتقار وقرف، وعليكم! طب اقول مساء الخير، الاقيه مردش اصلا! عن ما اهلك ردوا! طب انزل اسكندرية برضه، شرحه! الزقازيق، المنيا، احا مالكم يا ولاد الصرمة! مرة بقي واحد اداني اعلي من كل دول، سواق تاكسي في رمضان فضل يبص لي نظرة قرف ممزوجه بالشفقة وفي الاخر قال لي، انا عاوز اسال حضرتك سؤال: هو انتي مسيحية؟؟؟ فبكل بساطة قولتله، لأ انا مسلمه! ونزلت قبل ما يكمل!
(طبعا دي كانت في سنوات الادب والتهذيب، احنا ضيعنا وقت طويل فشخ في الادب والله).
-         نازلة اشتري مع ماما فاكهه او خضار، الراجل بيحط  لماما احسن حاجه ويسيبها تنقي (ماما محجبة بالمناسبة)، ماما تبعتني لبتاع الفاكهه، نفسه والله، وتكلمه تقول له هبعتلك بنتي تديها حاجه كويسة، النتيجة اروح للراجل الاقيه بيتعامل معايا معاملة وسخة! ويديني حاجه اوسخ! امي تتخانق معايا وتتصل بالراجل وتقول له انا بعتلك بنتي اديتها حاجه وحشه ليه؟. بنتك مين يا حاجه محدش جالي؟ لا بنتي اللي شعرها قصير وجتلك امبارح (مثلاً)!! هي دي بنتك يا حاجه، مكنتش اعرف والله، اصلي قولت دي اكيد مش بنتك! (مع ضحكة صفرا).
-         في رمضان، تاني، كمية بص الاحتقار اللي باخدها يا جدع وانا ماشية في الشارع ولا لابسة نص كم، مالكم يا جدعان!! فيه ايه ده انا لا حاطه ميكب ولا ماشية بازازة مية!!!
-         كل ما بمشي في الشارع، بسمعها بتتقال من ورايا، مسيحية! لاحظ اني مثلا مش لابسة حاجه في رقبتي اصلا! طب ايه؟
-         اقول لك كام مرة الناس بتسلم عليا وبتقلب في ايدي تدور عالصليب؟
-         في الاتوبيس، السواق بيقعد كل البنات جنب بنات تانيه، يقعدني انا جنب رجاله! ليه؟ مسيحية يا عم، لا ينطبق عليها ما ينطبق علي بنات المسلمين! اوه ريلي؟ لا دكر بروح امك!

الجزء الالطف جاي يا جماعة،
يوم احداث ماسبيرو، كنت ماشية ناحية هيلتون رمسيس مع 3 شباب يسدوا عين الشمس، واحد لطيف قال لي انتي لو حد شافك مش هتطلعي سليمة، هيحسبوكي مسيحية ويضربوكي! شكرااااااااا.

تيجي نرجع بالزمن شوية؟ ايام كنوا في المدرسة بيقولولي اتحجبي، ليه؟ علشان ميقولوش عليكي مسيحية ! طب لو قالوا عليا مسيحية، ايه المشكلة؟ هو مش ده دين ربنا برضه؟ طيب وبالنسبة لاني اتحجب علشان الحجاب فرض؟ لا فرض ايه، دي علاقتك بربنا انتي حره فيها، لا انتي متفوقه، مينفعش تتحسبي عليهم! سو كيوت والنعمه.
افكرك كام مرة كنت بعدي جنب مساجد بتدعي عاليهود والنصاري في صلاة الجمعه وتقول عليهم احفاد القردة والخنازير؟ مساجد يا عم مساجد (طبعاً ده قبل ما الاوقاف تبتدي تسلم الخطبة كل جمعه للائمة، بس برضه كان فيه مساجد لسه خارج الحيز)!
كام مرة اخوة مسلمين افاضل قالولي وبشكل صريح انه لا يجوز ابداً تهنئة النصاري باعيادهم، ولا يجوز الترحم علي موتي النصاري لان الرحمة لا تجوز الا علي المسلمين (منهم مسلمة نص اجنبية امها كانت متحوله للاسلام، ويوم ما جدها مات مقدرتش تقول الله يرحمه)!

وبالتالي،
فتنة طائفية مين يا جماعة اللي هيتسبب فيها حادث تفجير الكاتدرائية؟ ما تفوقوا كده وتصحصحوا وتعيشوا عيشة اهاليكم! ده احنا ربنا مجملها معانا بالستر!!!
ده انا موش عاوزة اقول لكم ان الاحداث دي الناس فيها ساعات (مش دايماً) بتبص عالدم والعيش المشترك وبتنسي احياناً الخلافات الدينية!
طبعاً انا هلم نفسي ومش هتكلم في وقائع الانحياز الطائفي للدولة في تصفية المصادمات الطائفية!

وماذا بعد:
المسيحيين احيان كتيرة بيردوا بعنصرية مضادة علي فكرة يعني، واكيد اكيد في مناسبة اخري هحكيلكم عن مغامراتي مع اخوة مسيحيين اكتشفوا اني مسلمة (وكان ضرب نار يا معلم)!
بس نرجع ونقول، انه بحكم الفارق العددي، بحكم الانحياز الرسمي للدولة والخطاب الديني اللي لو حتي بيتم العمل عليه الا انه فيه فلتات كتير بتطلع، حتي لو الدولة بتبذل مجهود في تهذيب خطابها!
هو اكيد اللي حصل في الكتدرائية  ده عمل ارهابي، وانا مش هقعد احلل في المبررات والمسببات والنتائج، بس الاكيد انه فيه حفرة كبيرة والحفرة دي احنا مغطينها بمنديل وكل شوية حد يقع فيها!
ما تيلا نفوق نفسنا عالحقيقة المرة، ان هناك شيئاً لا يسير علي ما يرام بين المسلمين والمسيحيين في مصر وفيه سوء نوايا مرسخ ولاطش في الكل الا من رحم ربي.
المسلمين بيتيحزوا ضد المسيحيين والمسيحيين بيردوا بتحيز مضاد وفي الاخر في الوش مرايا وفي القفا سلاية!
انا مش حابه قطعا ان الاخوة المسيحيين يتعاملوا معايا علي اني مسلمة طيبة لاني مش شكل المسلمين! وان المسلمين اللي شكل المسلمين (حجاب- نقاب- لحية) دول اشرار! ده خبال رسمي.
المسلمين اللي شايفين المسيحيين ريحتهم وحشة، او داخلين النار او what ever  ايه دول مش هينقرضوا، والمسيحيين اللي شايفين الاسلام بدعة وإن المسلمين واليهود هيدخلوا النار وان النبي محمد جيه بدين عنف وحارب الناس، دول برضه مش هينقرضوا.
في الواقع، النوعين اللي فوق هيفضلوا موجودين ليوم الدين، بس اللي نقدر نعمله اننا نحكم تأثيرهم التدميري والتخريبي علي عقول المزيد من خلق الله البؤساء!
المزيد من الخناقات في تدوينات لاحقة!